الأربعاء، ديسمبر 13، 2006

الجامعات المصرية (الجريمة والعقاب)

الجامعات المصرية ( الجريمة والعقاب )

أنا من من يعتقدون أنك أذا اردت ان تقيس قوة الشارع السياسى فعليك ان

تنظر الى شباب الجامعة لانهم يعتبروا المقياس الحقيقى لسخونة الشارع

واتجاهه ايضا نظرا لما يحمله شباب الجامعة من طاقة وقوة .

وعندما تكون الجامعات المصريه على صفيح ساخن وجميع الاحداث تأخذ

الكثير من الاتجاهات المتطرفة سواء من الطلبه او من الادارة او حتى من

الامن فبالتأكيد هناك مشكلة كبير يجب ان نتوقف امامها كثيرا .

الجامعة اصبحت جبل ضخم من المشاكل سواء السياسية او الاجتماعية

فنحن عندما نتحدث عن الزواج العرفى او التطرف الفكرى او الادمان

والمخدرات لن نجد ما نتحدث عنه سوى الجامعة . والان عندما نتحدث

عن العنف فنحن نتحدث عن الجامعة .

فأول امس فاجأ طلاب الاخوان المسلمين داخل الازهر الجميع بعرض

عسكرى بمعنى الكلمة واستعراض قوى واضح و قبلها خلع احد بوابات

جامعة القاهرة وقبلها انتخابات موازيه داخل جامعة الاسكندرية وقبلها

دخول بلطجية داخل بعض الجامعات للسيطرة على نتائج انتخابات اتحاد

الطلاب وقبلها دخول الامن لحرم الجامعات لاول مرة . اضف إلى كل ذلك

موسم طويل من التظاهرات والاعتصامات .
وكان الجامعة تتحول الى ميدان حربى سياسى لتيارات مختلفة .

ولكن السؤال المهم هو كيف وصلت لهذه الدرجة ؟

و إلى اى مدى تستطيع أن تصل ؟

هل ما حدث فعلا نتيجة تدخل الامن فى انتخابات اتحاد الطلاب فقط؟

اعتقد لا فعلى مدى سنين طويلة كان الامن هو الحكم الاساسى فى قبول

ترشيح طالب من عدمه وبنفس حجم هذا العام وان لم يكن اكثر .

اذا لماذا الاعتراض هذا العام وبهذه القوة .

اولا . اعتقد ان ما يحدث هو محاولة طبيعية من الاخوان المسلمين لاظهار

قوتها للشارع ومدى قدرتها على المواجهة خاصة بعد انتخابات مجلس

الشعب السابقة وانها هى فقط الاتجاه المؤثر فى الشارع السياسى

المصرى حاليا

ثانيا . ان ما يحدث هو نتاج طبيعى لتهميش دور الشارع السياسى

وخاصة الجامعة لسنين طويل ووضع فراغ فكرى ضخم داخل الجامعه

كان نتيجته تضخم المشكلات الاجتماعية كالادمان والجنس فى السنين

الاخيرة .

ثالثا . من الطببيعى ان تستغل بعض الجهات هذا الفراغ وهذه الطاقة

لخدمة اهدافها على الصعيد السياسى بوجه عام . فما يحدث الان داخل
الجامعة بسبب انتخابات اتحاد الطلاب . هو رسالة من جميع الاطراف

لما يمكن ان يحدث فى الانتخابات القادمة خارجها .

وسواء كنا نتفق مع استخدام الجامعة ام لا . فهناك السؤال المهم جدا

والخطير فى نفس الوقت وماذا بعد ؟ .

فرغم كا ما يحدث لازالت جميع الاطراف تحاول ان تحفظ التوازن فيما

بينها عن طريق الشد والجذب والا تصل الامور إلى نقطة الانفجار .

فالامن يتدخل ويقول اننا لا نعتقل احد . والاخوان يقوموا بعرض عسكرى

والامن لا يتدخل ليدينهم وبعد ذلك اعتذار من جماعة الاخوان بعد

استعراض القوى الذى حقق كل اهدافه .

لكن إلى اى مدى تستطيع ان تحافظ هذه الاطراف على هذا التوازن داخل

الجامعات المصريه .

اولا يجب ان نفهم ان ما يصل لنا ليس كل ما يحدث فهناك جامعات يحدث

فيها الكثير ولا يعلم عنها احد شياء وهناك جامعات فى قوتها السياسية

تحمل داخلها الكثير كالمنصورة والاسكندرية واسيوط .

ثانيا ان هذه الاطراف اذا استطاعت السيطرة الان والحفاظ على التوازن

فانها لن تستطيع الحفاض على ذلك التوازن كثيرا .

لسبب بسيط لان ما حدث من تهميش للجامعات المصرية على مر السنين
هو جريمة بكل المقايس أشترك فيها جميع الاطراف سواء الحكومة التى

قامت بالقمع او الاحزاب السياسية التى تخلت عن دورها مخلفة خلفها هذا

الفراغ السياسى .

وان مواقف الطالبة ليست قائمة فقط نتيجة انتماءت سياسية بقد ر ما هى

ناتجة من رفض لواقع محيط ومستقبل ضبابى لكل طالب لا يبشر بخير او

طموح .

بالتالى الاتجاه السياسى او الامنى قادر على السيطرة طالما انه قادر على

تلبية او كبت حاجات هذه الجماعات . ولكن عندما يعجز سيكون الانفجار .

فمثلا ليس جميع من اشترك فى مظاهرات الازهر راضى عن الاعتذار

الذى قدمته الاخوان المسلمين وسيأتى وقت سوف تريد الجماعة التوقف

ولا احد يستجيب لان طاقة الطلبة واندفاعهم اقوى من التوازن

السياسى الذى تبحث عنه جماعة الاخوان واقوى من القمع الذى يمارسه

الامن .

بل لا تتعجب عندما تجد ان تاج ما يحدث فيما بعد حدوث انشقاقات داخل

الجامعة وخروج تيارات اخرى من داخل الطلبة انفسهم تكون اكثر عنف

وقدرة على المواجهة والتضحية فى سبيل اهدافها هى الخاصة .


واذا ما حدث ولا زال يحدث هو جريمة . فأن العقاب سوف يناله كل بيت

مصرى يكون له ابن فى الجامعة اذا وصلت الامور لنقطة الانفجار .

بل ان العقاب سوف تدفعه جميع الاطراف عندما يدينها الشارع بمجمله

وبعيدا عن ائتماءته اذا وصثلت الامور لنقطة الانفجار .

والتى لا نتمنى ان نصل اليها .



tamer_silit

13/12/2006

ليست هناك تعليقات: