الثلاثاء، فبراير 26، 2008

ما بين اهانة الرسول وحصار غزة وهروب الحضرى

ما بين اهانة الرسول وحصار غزة وهروب الحضرى
إحنا شعب (....) ولا مؤخذه
هكذا خرجت منى الاجابة فى تلقائية غريبة إلى درجة استغربت انا نفسى منها ردا على سؤال ( رايك ايه فى اللى بيحصل) وصراحة اكثر لم أكن اعلم السؤال يسألنى عن اى شئ بالتحديد نظرا لحالة الشرود التى كنت اعيشها فى تلك اللحظة ولكن فى جميع الاحوال بدت الاجابة مناسبة .

دائما ما كنت اعتقد اننا شعب محارب لابد من التعامل معه بمبدأ ( اتقى صبر الحليم ) قادر على احتمال اسوأ الاوضاع فى صمت وقادر على الانتفاضه والتخلى عن صمته فى لحظة ليعيد كل شئ إلى نصابه الصحيح والتاريخ يثبت ذلك بدايه من الفلاح الفصيح والهكسوس وأنتهاء بالعصر الحالى.
لكن ما يحدث الان هو علامة استفهام كبرى فى تاريخ الشعب المصرى بالنسبة لى فكيف يتحول شعب يحمل كل هذا التراث الفكرى والنضالى والثورى إلى شعب مسطح فكريا ونفسيا ومعنويا إلى هذه الدرجة فتجد انك أمام شعب لا يهتم بأى شئ وأختار الانفصال الفعلى عن كل ما يدور حولة والدلائل على ذلك كثيرة .

عندما ينتفض 70 مليون مصرى من أجل الاحتفال بكأس أفريقيا فى كورة القدم ربما يكون هذا شئ افهمه خاصة وسط هذه الظروف الاقتصاديه الطاحنة التى يعيشها الشعب الان والنظرة السودويه للمستقبل التى تجعله يتمسك بأى بفرصة يستطيع فيها الفرح خاصة اذا جاءت فى وقت غير متوقع .

ان يصمت شعب يمتلك من القوة ما يستطيع بها تغير الكثير من الاوضاع عن الاهانات المتتاليه للرسول فى الدنمارك وانتشارها بين بلدان اوربا هو ايضا شئ استطيع ان اتفهمه خاصة بعد ان استطاعت الحكومات العربية عموما ان تزرع داخل شعوبها فكرة ضعفها وعدم قدرتها على مواجهة هذه الحكومات الاوربية وبالتالى جاء رد فعل الحكومى مجرد استدعاء لسفير الدنمارك من جانب وزير الخارجية المصرى وتحذيره على طريقة (لا تلعب بالنار واوا اح ) من الطبيعى ايضا ان لا يفكر هذا الشعب فى خيار المقاطعة فى ظل هذه الظروف الاقتصادية الخانقة التى يمر بها خاصة انه مقاطع معظم السلع الاقتصاديه الاساسية جبرا وكرها بالتالى يتراجع أمام هذه الظروف خيار المقاطعة . بالتالى هذا الصمت لايجعلنى اعتقد ان هذا الشعب يتساهل فى دينه كما يعتقد البعض
ان يصمت هذا الشعب عن الحوار الخانق للفلسطينين فى قطاع غزة ويتحول ما يحدث هناك مجرد ارقام للقتلى فى شريط اخبار يمر على الشاشة دون ان يحرك شئ داخل اى شخص هو ايضا شئ استطيع ان اتفهمه لاسباب كثيرة منها ان الغالبية العظمى ترى ان الحكومة المصريهه عملت اللى عليها وزيادة فى الفترة السابقة خاصة بعد فتحها للحدود فترة ليست بالقصيرة أمام الفلسطنين فى الفترة السابقة . ومنها ان هذا المشهداصبح مكرر على مر السنين سواء زادت قسوته او قلت . ومنها هذا الهم الداخلى الذى يجبر كل مصرى على الصمت . ربما اعتقدت ايضا انه بسبب ما حدث من بعض افراد حماس على الحدود واعتداؤهم على قوات الامن المصرى وقتل بعض افراد الامن المصريين مما اثار غضب الكثير من الشعب ادى إلى هذا الصمت . بل ايضا غضب البعض بعد اكتشاف المبالغ الضخمة التى أنفقها الفلسطنيون داخل مصر فى فترة فتح الحدود والتى اثبتت التقارير مدى ضخامتها حتى انها وصلت فى تقرير الغرفة التجارية فى العريش إلى 450 مليون دولار مما جعل الكثير يعتقد ان حالة اى مواطن تحت الحصار فى غزة هى افضل بكثير من حالة 60% من الشعب المصرى الذى يعانى حاليا فى تدبير قوت يومه نظرا للارتفاع الغير منطقى للاسعار .
أن يتوفى رئيس جمهورية سابق على اعتاب مطار ماليزيا بسبب ما لقاه من مهانة وان يتم التعامل مع هذا الموقف بأكثر الطرق مهانة ولا مبالاة دون ان يتحرك احد ودون ان تفكر حتى الحكومة فى دراسة طريقة عملها الدبلوماسية فى الخارج على الرغم من ان ما حدث كافى لثورة شعب أو احداث تغيرات جذرية فى الحكومة ايضا شئ لا استغربه فنحن فى النهاية بلد مناصب والساقط من كرسيه بياخد بالجزمة سواء من الحكومة أو من الشعب .
ان يسكت الشعب عن كل شئ واى شئ هو شئ استطيع ان اتفهمه لكن ان ينتفض الشعب من اجل رحيل الحضرى ويتغاضى عن كل شئ سابق هو شئ بالتأكيد لا استطيع ان افهمه . ان يتحول موضوع الحضرى إلى موضوع الساعة ويحتل اكتر من 90 % من الحوار الاعلامى فى البرامج المتخصصه والغير متخصصه ويتفوق على كل شئ بما فى ذلك اهانة الرسول وحصار غزة والانتخابات الرئاسية الامريكيه هو شئ لا استطيع ان افهمه ان تكون عودة الحضرى اهم من محاولة تعديل اوضاع الفرد داخل هذا الوطن هو شئ لا استطيع ان افهمه . ربما ما يحدث جعلنى اعتقد ان موضوع الحضرى لن ينتهى سوى بتدخل سياسى حكومى رفيع المستوى يتعدى رئيس الوزراء بالتأكيد .

هذه الثورة بالتأكيد شئ لا استطيع ان افهمه او اتقبله بالفعل وتجعلنى ارى استخدامى لعبارة ( احنا شعب (...) ولامؤخذه هى العبارة الوحيده المقبولة بالنسبة لى حاليا لتوصيف حالنا .

ما يحدث الان هو اكبر شهادة للنظام فى تاريخة تأكد مدى نجاحه فى تحقيق ما يبحث عنه منذ زمن ومحاولته الدائمة لتهميش هذا الشعب وفصله عن الواقع وتقليص دوره السياسى إلى الصفر بمليون طريقة ووسيلة لتحويل البلد من بلد يملك كل مقومات البلاد الكبرى إلى عزبة خاصة جدا .

بالفعل نجح النظام فى تحولينا إلى شعب (...) ولامؤخذه ونحن من ساعدناه فى ذلك من اول احزبنا إلبى مفكرينا إلى الفرد العادى فى الشارع المصر
لكن اذا الشعب قد اصبح شعب (...) ولا مؤخذه فيجب ايضا ان نشدد اننا اصبحنا نمتلك حكومة (***) ولامؤخذه برده مع الوضع فى الاعتبار اختلاف لامؤخذه الاولى فى حالة الشعب عن لامؤخذه الثانية فى حالة الحكومة .

فى النهايةلابد ان اقول اننا تحولنا إلى شعب بلا صوت
وشعب بلا صوت هو شعب بلا قيمة
Tamer_silit
26/02/2008

هناك 3 تعليقات:

أسماء علي يقول...

ا\تامر ..
بكل بساطة احنا بقينا شعب مالوش لازمة .. عرفوا بجدارة مش يخلونا نمشي جمب الحيط...
لا احنا بنمشي تحت الحيط ..
..
الفرحة اللي شفتها يوم كاس الأمم
انا نفسي ساعتها مش عايزة اقولك كنت مشغولة بالمباراة وحاولت اعمل نفسي فرحانة بالهيصة ..
وقولتلهم احنا شعب هنموت على فرحة ..
ولما لاقيت البرود في التعامل مع الكوارث
زي الإساءة ل رسولنا الكريم
و زي القتلى في كل مكان
في فلسطين والعراق
و زي اللي بيروحوا ومايرجعوش في بلدنا المصون ..
الناس بقى عندها برووود
او فقدان أمل و يأس ..
...
بوست حلو طبعا
ويوجع بالتأكيد ..

Unknown يقول...

تحيتي
وإن كانت هذه أول زيارة لي لهذه المدونة التي أعجبتني ولكنني أجد مفسي أقدم دعوة مزدانة بالفل والياسمين لزيارة مدونتي أتمنى تلبية الدعوة ووضع اللمسات في سجل التعليقات
تحيتي
منظرك على مدونتي هنا
http://kanyatklam.blogspot.com/

MKSARAT - SAYED SAAD يقول...

كل حاجة بقت فعلا (***) لمؤاخذه