الثلاثاء، مارس 22، 2011

مصر مش فيس بوك



أجمل شئ فى مصر هو الاستفتاء الاخير بجد لان الناس حست ان لها لزمه وصوتها له لزمه ..... واجمل شئ فى نعم اللى طلع بيها الاستفتاء هو انه قلب موازين القوى فى مصر ورفع عنها الولايه الجبريه اللى كان بيتولها الاعلام والمثقفين ... وبين مدى تعالى هذه الطبقه على المجتمع ومدى جهلهم بطبيعة الشارع ومدى انفصلهم عنهم ومدى تمسكهم برايهم ... ومدى فشلهم فى التجاوب مع الظروف المحيطه .... اثبت ان الاعلام المصرى معيشنا فى وهم اسمه البردعى وعمرو موسى وايمن نور وحمدين صباحى ... اثبت ان تاثير كل الاسماء وائتلاف الاحزاب لا يستطيع تحقيق طموحات الشارع ... وان نبرة التعالى والوصايه اللى تعامل بها الاعلام مع المواطن المصرى البسيط فشلت ... وان الموتطن المصرى مستنى حاجه مش عارفها ورافض لحالة الرفض .... اثبت ان التحرير كان حاله ممكن الشعب يعملها كل يوم لكن ايضا اثبت ان ميدان الشعب قادر على التجمع فى لحظة والانفصال فى لحظه اخرى ... وان وقت الاعتصام الطويل والثوره من 25 يناير حتى يومنا هذا فشلت الاحزاب فى استغللها وكان العيوب فى فشلها وتوجدها فى الماضى لم يكن بسبب قمع النظام فقط ولكن ايضا بسبب فراغ فكرى وكوادر منتحره تعانى منها هذه الاحزاب ... اثبتت ان الشارع قادر على المخاطره والانقياد لتيار مرفوض طالما انه هو وحده من يملك القدره والاليات على التحرك ... وان الشارع ايضا يملك القدره على اى شخص واى اتجاه ... الغريب ان الطبقه المثقفه والقادره على الفهم لم تستطع التعامل مع الدمه ولازالت تبكى على اللبن المسكوب فى الوقت الذى يحضر فيه الاخوان للقاء مع الشباب المسيحى لطرح وجهة نظر توافقيه .... الغريب ان المثقفين لازالوا يقولوا ان الشعب اضاع الثورة وما فائدة الثورة مع شعب انفصل عنها او ما فائدة الثورة لشعب لا تحقق طموحه فالثورات دائما تقوم من الشعب للشعب بالتالى يجب ان تضع امامها فى الاساس احتياجات الشعب وطموحاته وتكيف نفسها على تحقيقها بطريقه مثلى يتجاوب معها الشعب ويجب ان تدفع الشعب لهذا التجاوب اما ان يعتقد مثقفى مصر وشباب الانترنت والتحرير ان الشعب اعطاها تقويض مطلق للتحرك باسمه من داخل ابراجهم العاجيه فهذا شئ اخر وان شعب مصر جميعه ياخذ قراره من الفيس بوك والانترنت وتناسوا ان الثورة قامت من الاساس لتحسين الاوضاع الاقتصاديه للشعب وان اللاب توب والانترنيت شئ لا يملكه سوى 10 % من المصريين وان نسبة الاميه فى مصر تتخطى كل شئ ... عندما يتناسى سياسى مصر ومثقفيها ان شعب مصر تجاوب معهم لانهم حملوا طموحاته فينقلبوا الى طموحاتهم هم ... عندما لا يفهم مثقفى مصر ان الثوره المضاده جاءت من داخل الثوره نفسها عندما اباحته للاخوان يوم 4/02 وعندما تركت الميدان مفتوح بعد تنحى مبارك لكل الاتجاهات لتخرج كل يوم جمعه جمعه مليونيه بفكر ومذهب وقناعات واتجاهات مختلفه فلا يرى احد وجه حفيفى تفرزه الثوره ولا شكل او كيان منظم قادر على الخروج بها ....عندما نجد ان ائتلاف الثوره لا يمثل شباب 25 يناير باى حال من الاحوال ويتشابه كثيرا مع النظام السابق وممثليهم الرسمين هم نتاج حقيقى للنظام السابق .... وعندما يتناسى سياسين ومثقفى مصر ان شعب مصر يحكمه عواطفه وان دينه هو جزء من هذه العواطف وان هذا المجتمع مجرف فكريا منذ 30 عاما فيرى بعض المواطنين البسطاء ان كلمة ليبرالى هى وجه من وجوه الشرك وان الاشتراكى تعنى الالحاد وان التكنوكراقط هى وجه لفصل الدين عن الدوله ... فيقوم المثقفين بطرح لا دون ان يطرحوا خطه بديله للحفاظ على الماده الثانيه للدستور ويتركوا الكره لمن يستطيع التعامل مع مشاعر الشعب يجب ان تأتى نعم ويجب ان يأتى الاخوان والسلفيون ويجب ان ينفصل الشارع تماما عن كل من يقول لا .... عندما يتجاهل سياسين مصر ومثقفيها ان الشعب اصبح لديه قناعه تامه بأن الجيش لن يشكل مجلس رئاسى وان الجيش لن يضع دستور من دون مجلس منتخب ورئيس جمهوريه وهو ما اعلنه الجيش بعد نهاية وقت الاستفتاء مباشرة ويقف ليعلنوا مطالبهم بمجلس رئاسى ودستور قبل الانتخاب متجاهلين ان ذلك يعنى بالنسبه لرجل الشارع البسيط المزيد من الاعتصامات والمواجهات مع الجيش هذه المره ومتجاهلين ان رجل الشارع البسيط يفهم جيدا انه مهما فعل الجيش فهو الجيش بالنسبه له وان التراضى هو اساس العلاقه بعد المواقف المشرفه للجيش فيجب ان يفشل سياسين مصر ومثقفيه فى التعامل مع الشارع تماما .

انا من من قالوا نعم وانا اتحد تماما مع كل اهداف الثوره وكل ما يطالب به من قال لا وبشده فلا نتيجه لهذه الثوره من دون دستور جديد والقضاء على اذيال النظام فى المحافظات والمحليات والجامعات وقبل انتخابات مجلس الشعب ...
لكن يجب ان يفهم الجميع ان نعم هى طريق قصير على الشعب وطويل جدا جدا على المثقفين والسياسين لتحقيق اهدافه وطريق يحتاج الكثير من المجهود منهم ....
يجب ان يفهم مثقفوا مصر وجميع السياسيين ان مصر مش فيس بوك ولا شات ولا جروبات ان مصر حاله وحياه تبدأ فى النجوع و القرى وقائمه على التواصل ونعم التى اطلقها الشعب ليست تعنى رفض الثوره والموافقه على الاخوان والسلفين او ليست تعنى ان البردعى وعمرو موسى انتهوا فعليا بالعكس فنعم فقط كانت رساله موجهه من الشعب للجميع انه حان الوقت لطرح الافكار فعليا ونهاية الاعتصامات واخراج البلد من حالها نعم كانت رساله للجميع بأن الشارع يرفض ان يكون القادم مشابه للنظام السابق لا ينظر سوى لنفسه وافكاره متجاهل تماما الفلاح البسيط وعامل الترحيل الذى يجنى قوته بيومه من خلال الرصيف متجاهل تماما ان الحالة المصنوعه من الاعتصامات واثرت بالسلب على كل بيت مصرى وكل صاحب محل ودكان فالمواطن العادى لن يأكل دستور او يتاجر بافكار سياسيه ....
يجب على جميع السياسين والمثقفين والشباب الواعى ان يخرج من صومعته وان يفهم ان الفيس بوك مش مصر وان ينزل إلى الشارع ليفهم اولا ما يريده الشارع وكيف يتوافق مع افكاره وسوف يكتشف ان 90 % من من قالوا نعم متوافقين تماما فى الافكار مع من قالوا لا ويرفضون الاخوان والسلفين ولكنهم يريدون طرح البديل والبديل هذه المره يالتأكيد لا يستطيع ان يكون علمانى او على حساب الماده الثانيه للدستور اوفصل الدين على السياسة لان المواطن العادى لديه حقيقه مطلقه لا يستطيع احد فصلها عنه وهى ان الاكل واللبس دين وسياسه معا فكيف نستطيع فصلهم رجاء اخروجوا من صوامعكم وعودوا للشارع رجاء لعلكم تكتشفون قدراتكم

ليست هناك تعليقات: